الأحد، 4 نوفمبر 2012

المكتبة الوطنية السودانية و الدور الغائب !!!





                                               بقلم الباحثة / آلاء ياسر أبو القاسم



      " علي قمة تكوين المكتبة الوطنية في الكثير من دول العالم تقف مكتبة وطنية ، تتميز بعظمة وروعة بنائها ، وغني محتوياتها ، وثروة مواردها ، وقيمة وجودة منحها ودراساتها "
                                                                                                                                                   (دورثي أندرسون)
    المكتبة الوطنية هي مكتبة تنشئها الدولة خصيصا كمستودع معلومات للبلد حيث تقوم بجمع وحفظ التراث الفكري والإعلام عنه ويتم الجمع من خلال قانون ويعرف بالإيداع القانوني الذي يلزم المؤلف أو الناشر أو المطبعة بإيداع نسخة أو أكثر من المطبوع  وضمن شروط معينة ليأخذ بعد ذلك رقما للإيداع . 
     وتحوي المكتبة الوطنية المخطوطات والكتب القيمة والنادرة والأعمال الهامة فضلا عن أحدث المنشورات ‘ وتعتبر المكتبة الوطنية المكتبة المركزية للدولة والمركز الثقافي المعلوماتي الذي يعكس التقدم العلمي لها واُعتبر إنشائها واجبا وطنيا .
     المكتبة الوطنية هي أم المكتبات كافة سواء كانت أكاديمية أو جامعية أو عامة أوغيرها من أنواع المكتبات‘ والمكتبة الوطنية السودانية تعاني من إهمال واضح من قبل الدولة  ‘ أولا : من حيث المباني فالوضع مخزي للغاية فلابد أن يكون من أولويات الدولة تسخير كل الإمكانيات لإنشاء مبني يليق بعظمة المهمة فالمكتبة الوطنية هي رمز حضارة الأمة وتقدمها . ثانيا : من حيث الميزانيات المخصصة لها من قبل الدولة ‘ حتي تستطيع القيام بكل وظائفها لترتقي إلي ماهو عليه من مكتبات وطنية في بلدان العالم المختلفة .   
     و تعتبر المكتبة الوطنية من أهم السمات التي تميز البلد  بمقتنياتها  التي تعبر وبدقة عن تاريخه وأصالته وأيضا عن حضارته من خلال جمعها لكل ما يعبر عن ذلك من مخطوطات ووثائق وكتب وغيرها من مواد المعلوماتوتنظيمها بشكل دقيق وإتاحتها للمواطن السوداني بكل مستوياته التعليمية والاجتماعية . والناظر إلي مقتنيات  المكتبة الوطنية  السودانية يجدها تفتقر إلي هذا النوع من الوثائق التي تؤرخ للبلد .
    والدور المناط بالمكتبة الوطنية هو الاهتمام بذلك الإنتاج الفكري  من خلال جمعه من أهم مصادره  وهي المكتبات الخاصة ومكتبات الأفراد لما تحويه من كتب تاريخية تؤرخ لأصحابها  و الإعلام به من خلال إصدار الببليوجرافيا الوطنية .. وإصدار المعايير الوطنية للمكتبات الأخرى وجمع المخطوطات الخاصة بالبلد التي تصدر داخل وخارج البلد وبمختلف اللغات وتنظيمها .
وأخيرا التأهيل والتدريب للعاملين بالمكتبة  من خلال تقديم المنح الدراسية والدورات التدريبية  التي بدورها تجعل المكتبة قائمة علي أسس علمية صحيحةمفيدة للمجتمع الداخلي والخارجي .