الخميس، 6 ديسمبر 2012

حوار مع اختصاصي مكتبات : بروفيسور قاسم عثمان نور


الكلمات المفتاحية : المكتبيين السودانيين- بروفيسور قاسم عثمان نور
 
   اجريتُ في العام 2009  حواراً مع البروفيسور قاسم عثمان نور - عميد المكتبيين السودانيين- ونشرته كجزء من كتابي (بروفيسور قاسم عثمان نور : خمسون عاما مع الكتب و المكتبات سيرة ذاتية ودراسة ببليومترية لإنتاجه الفكري.

   وقد رايت ان أعيد نشر مقدمة هذا الحوار  في مدونتي هذه لكي يتعرف أكبر عدد من الجيل الجديد من المكتبيين السودانيين على عميدهم وكذلك التعرف على اوائل المكتبيين السودانيين الذين ذكرهم بروفسور قاسم في حواره هذا، وقبل الدخول في مدخل الحوار اولاً نعرف بالبروفيسور قاسم عثمان نور فهو من البارزين في مجال المكتبات والمعلومات، ولد بمدينة الكوة بولاية النيل الأبيض في العام 1938 م و حصل على درجة البكالاريوس في علوم الوثائق والمكتبات من جامعة أم درمان الإسلامية في العام 1986 م و درجة الماجستير في الآداب ، قسم التاريخ من جامعة الخرطوم في العام 1989 وحصل في العام 1994م  علي درجة الدكتوراه ، كما حصل علي درجة الأستاذية من جامعة جوبا في العام 1998م. و هو مؤسس ومدير مركز قاسم لخدمات المكتبات وهو مركز متخصص في نشر وتوزيع الكتب ومصادر المعلومات في كافة التخصصات كما يهتم بتوفير ادوات العمل الفني للمكتبات و مراكز المعلومات و تقديم الاستشارات الفنية لها . و ندلف معاً الي مدخل الحوار  :

ما هي قصة دخولك لمجال المكتبات والمعلومات ومن هم اوائل المكتبيين السودانيين الذين شاركوا معك في التأسيس لنشاط المكتبات في السودان – علي مستوي المهنة  ؟
     بروفيسور قاسم يرد : استطيع أن أقول أن الصدفة وحدها قادتني للالتحاق بهذه المهنة ، فبعد إكمالي للمرحلة الثانوية التحقت بوزارة التربية والتعليم في وظيفة كاتب في عام 1958م وتم نقلي إلي مدرسة بورتسودان الثانوية الحكومية كأمين لمكتبتها . ولم تكن هناك وظائف أمناء مكتبات بالمدارس الثانوية، إنما كانوا يلحقون بكادر الكتبة . ولحسن حظي عندما بدأت عملي بمكتبة المدرسة الثانوية – كان المشرف علي المكتبة أستاذ بريطاني من شعبة اللغة الانجليزية يدعي المستر افيرنقتون – وهو خريج جامعة كمبردج وقد تلقي دراسات في علم المكتبات فتعلمت منه أبجديات المهنة ووضعت رجلي في أول السلم  . وبعدها تنقلت بعدد من مكتبات المدارس الثانوية - فكانت الخرطوم الثانوية (القديمة) ومدرسة وادي سيدنا الثانوية التي كانت تمتلك مكتبة تضاهي  وتتفوق علي بعض المكتبات الجامعية اليوم ، ومن وادي سيدنا انتقلت للعمل بمكتبة جامعة الخرطوم في عام 1962م – وكانت المكتبة الجامعية الوحيدة في السودان والتي تمتلك إمكانيات تدريب وتأهيل للعاملين في مجال المكتبات، حيث ان معظم رؤساء الأقسام وأمناء المكتبات الفرعية قد تلقوا دراسات وتدريبات بالمكتبات البريطانية – في فترات تدريسية امتدت بعضها لأكثر من عام . وقد أوكل لهؤلاء الرواد تدريب الموظفين الجدد . واذكر من أولئك الرواد الإخوة:
عبد الوهاب صديق – رئيس قسم الفهرسة والتصنيف
المرحوم عز الدين مأمون – أمين مكتبة شمبات
المرحوم احمد يس نابري – رئيس قسم التزويد
المرحوم محجوب بابكر – رئيس قسم القاعات
الاخ محمد عبد الكافي – أمين مكتبة القانون
المرحوم حسن الحلاب – أمين مكتبة الطب
وفي الجانب الأكاديمي والإداري هناك :
الاستاذ عبد الرحمن النصري – أمين مكتبة جامعة الخرطوم، وهو الذي سودن وظيفة أمين المكتبة من البريطاني المستر جولف والبروفسور عبد الرحمن النصري يعود إليه الفضل في تأهيل وتدريب العاملين  بالمكتبات ليس علي مستوي جامعة الخرطوم بل تعداه الي أمناء المكتبات المنتدبين من المعاهد والوزارات – والمؤسسات للتدريب بمكتبة جامعة الخرطوم – كما يعود له الفضل في وضع أول برنامج دراسي لمدة عام ( دراسة نظرية وتطبيقية ) ثم اصبح برنامجا دراسياً بالاشتراك مابين مكتبة جامعة الخرطوم ومعهد الدراسات الإضافية في عام 1962م ، ولكن يجب ان نذكر ان هنالك فترات تدريبية سبقت ذلك البرنامج / وكانت أول تلك الدورات – التي عقدت في مطلع عام 1960 بواسطة خبير المكتبات المستر سويل ، وهو الخبير الذي قدر له ان يصدر أول تقرير عن أوضاع المكتبات في السودان / وقد كان مبعوثاً من منظمة اليونسكو وأعقبه فيما بعد المستر باركر الذي زار السودان مرتين في عامي 1967 و 1974م اصدر تقريراً أيضا اقترح فيه قيام شبكة من المكتبات العامة بالسودان ، وكلا التقريرين لم يقدر لاي منهما ان تنفذ أي من توصياته .
    وفي تقديري ان مكتبة جامعة الخرطوم كانت البوتقة التي انصهرت فيها الخبرة السودانية وخاصة بعد عودة المبعوثين الجامعيين والذين قدر لهم الحصول علي دراسات عليا ( دبلوم عالي- ماجستير) في تخصص المكتبات في الجامعات البريطانية و كان من روادهم :
    الأستاذ المرحوم : أحمد عبد الحليم
    الاستاذ المرحوم: ابوبكر الصديق
    الاستاذة اسماء ابراهيم
    الاستاذة نعيمة الامين
    الاستاذ احمد البدوي الزاكي
    الاستاذ فاروق حسن
    الاستاذ محمد علي بكار
    الاستاذ محمد الامين
    البروفسور الرضية ادم محمد
      فكان لهؤلاء الفضل في قيادة العمل التدريسي والتدريبي والعمل الفني بمكتبة جامعة الخرطوم بالتعاون مع معهد الدراسات الاضافية في مجال الكورسات والبرامج التعليمية.
      وعلي مستوي المهنة لا بد لي من الاشارة الي الجهود المهنية التي بذلها الرواد الأوائل في تكوين اول اتحاد للمكتبيين في السودان – وقد كان جل اعضاءه من العاملين بمكتبة جامعة الخرطوم واذكر جهود المرحوم الأستاذ عز الدين مأمون – الذي كان يحتل منصب الامين العام للاتحاد منذ منتصف الستينيات وقد شارك في العديد من المؤتمرات الدولية وخاصة مؤتمرات الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA)* حيث كان السودان عضواً في هذا الاتحاد . كما كان الأستاذ احمد البدوي الزاكي من أوائل الذين اختيروا لرئاسة الاتحاد في احدي دوراته وكذلك البروفسور الرضية ادم  والتي تم انتخابها في أول دورة للجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات وكان لي شرف عضوية اللجان التنفيذية التي تشكلت في كل تلك الفترات.


* International federation of Library Associations

الأحد، 4 نوفمبر 2012

المكتبة الوطنية السودانية و الدور الغائب !!!





                                               بقلم الباحثة / آلاء ياسر أبو القاسم



      " علي قمة تكوين المكتبة الوطنية في الكثير من دول العالم تقف مكتبة وطنية ، تتميز بعظمة وروعة بنائها ، وغني محتوياتها ، وثروة مواردها ، وقيمة وجودة منحها ودراساتها "
                                                                                                                                                   (دورثي أندرسون)
    المكتبة الوطنية هي مكتبة تنشئها الدولة خصيصا كمستودع معلومات للبلد حيث تقوم بجمع وحفظ التراث الفكري والإعلام عنه ويتم الجمع من خلال قانون ويعرف بالإيداع القانوني الذي يلزم المؤلف أو الناشر أو المطبعة بإيداع نسخة أو أكثر من المطبوع  وضمن شروط معينة ليأخذ بعد ذلك رقما للإيداع . 
     وتحوي المكتبة الوطنية المخطوطات والكتب القيمة والنادرة والأعمال الهامة فضلا عن أحدث المنشورات ‘ وتعتبر المكتبة الوطنية المكتبة المركزية للدولة والمركز الثقافي المعلوماتي الذي يعكس التقدم العلمي لها واُعتبر إنشائها واجبا وطنيا .
     المكتبة الوطنية هي أم المكتبات كافة سواء كانت أكاديمية أو جامعية أو عامة أوغيرها من أنواع المكتبات‘ والمكتبة الوطنية السودانية تعاني من إهمال واضح من قبل الدولة  ‘ أولا : من حيث المباني فالوضع مخزي للغاية فلابد أن يكون من أولويات الدولة تسخير كل الإمكانيات لإنشاء مبني يليق بعظمة المهمة فالمكتبة الوطنية هي رمز حضارة الأمة وتقدمها . ثانيا : من حيث الميزانيات المخصصة لها من قبل الدولة ‘ حتي تستطيع القيام بكل وظائفها لترتقي إلي ماهو عليه من مكتبات وطنية في بلدان العالم المختلفة .   
     و تعتبر المكتبة الوطنية من أهم السمات التي تميز البلد  بمقتنياتها  التي تعبر وبدقة عن تاريخه وأصالته وأيضا عن حضارته من خلال جمعها لكل ما يعبر عن ذلك من مخطوطات ووثائق وكتب وغيرها من مواد المعلوماتوتنظيمها بشكل دقيق وإتاحتها للمواطن السوداني بكل مستوياته التعليمية والاجتماعية . والناظر إلي مقتنيات  المكتبة الوطنية  السودانية يجدها تفتقر إلي هذا النوع من الوثائق التي تؤرخ للبلد .
    والدور المناط بالمكتبة الوطنية هو الاهتمام بذلك الإنتاج الفكري  من خلال جمعه من أهم مصادره  وهي المكتبات الخاصة ومكتبات الأفراد لما تحويه من كتب تاريخية تؤرخ لأصحابها  و الإعلام به من خلال إصدار الببليوجرافيا الوطنية .. وإصدار المعايير الوطنية للمكتبات الأخرى وجمع المخطوطات الخاصة بالبلد التي تصدر داخل وخارج البلد وبمختلف اللغات وتنظيمها .
وأخيرا التأهيل والتدريب للعاملين بالمكتبة  من خلال تقديم المنح الدراسية والدورات التدريبية  التي بدورها تجعل المكتبة قائمة علي أسس علمية صحيحةمفيدة للمجتمع الداخلي والخارجي .

الأحد، 7 أكتوبر 2012

الحوسبة السحابية Cloud Computing



 الحوسبة السحابية (Cloud Computing) هي مفهوم يطلق على خدمات منوعة يتم تقديمها عبر شبكة الإنترنت بمقابل او دون مقابل، و يستفيد من هذه الخدمات المؤسسات، و المستخدمين العاديين و تتمثل هذه الخدمات اساسا في توفير البني التحتية من أجهزة ،و مساحات للتخزين  و الأنظمة، والبرامج ) .
   وفي تعريف آخر هي : "خدمات شبكية  تقدم منصات عمل رخيصة ومضمونة عند الطلب والتي يمكن الوصول إليها واستخدامها بطرق سهلة "    .
     و في تقديري ان هذه الخدمة تشبه الي حد ما خدمة الولوج عن بعد (Telenet) التي تتيح لمستخدم شبكة الانترنت الدخول لحاسب آخر و استخدام تطبيقاته بشكل مباشر و لكن مع فارق وجود ضوابط اكثر في  هذه الثانية.
    وهناك عدد من التطبيقات الفعلية لمفهوم ( (Cloud Computingمن أمثلتها : الخدمة التي يقدمها  موقع  (Google) اذ يمكن يمكن استخدام برامج تحرير النصوص، وتحريرها وحفظها هناك، مجانًا . ، وكذلك عمّا أعلن مؤخرًا عن نظام تشغيل (Google) تكون الانترنت فيه العمود الفقري، والعديد من الاستعمالات من أمازون وعدد من الشركات.
ومن عيوب الاعتماد علي خدمات الحوسبة السحابية هو إمكانية تحكم مقدم الخدمة في المستخدمين و كذلك مشكلة الأمن .
    و قد كثر الحديث مؤخرا حول استخدام هذه الخدمة في مجال المكتبات و مراكز المعلومات و تم تناول هذا الموضوع من جانب عدد من الباحثين في المجال  ابرزها الدراسة التي اعدها أحمد ماهر خفاجة بعنوان :  الحوسبة السحابية وتطبيقاتها في مجال المكتبات. (نشرت هذه الدراسة بمجلة  .- Cybrarians Journal.- ع 22 (يونيو 2010).
   كذلك قدمت عدد من الاوراق البحثية حول هذا الموضوع في المؤتمر السابع لجمعية المكتبات و المعلومات السعودية «المعلوماتية والمعرفة .. التغيير والتحديات في المجتمع المعرفي» و الاوراق هي :
·        ماجدة غريب و. ريم الرابغي عن تقنية الحوسبة السحابية في خدمات المكتبات العامة بمدينة جدة.
·        محمد الجلاب .  الحوسبة السحابية في بيئة الويب 2.0 وتطبيقاتها في مجال المكتبات بين الواقع والمأمول.

كما قدم بحثين في المؤتمر الثالث و العشرون للاتحاد العربي للمكتبات(الدوحة-أكتوبر2012) حول الحوسبة السحابية بالمكتبات منها "الحوسبة السحابية :حلم المكتبات و دور الحكومات" للباحث احمد امين أبو سعده و من توصيات هذه الدراسة انه لابد ان يكون للاتحاد العربي للمكتبات دور في تقديم الدعم الفني لمشروع الحوسبة السحابية للمكتبات العربية.
و أخيراً اود ان اشير الي انه تم بالفعل استخدام هذه التقنية من جانب عدد من المكتبات علي مستوي العالم و يعتبر مشروع او خدمةDuraCloud    من اهم المشروعات التي تختص بتقديم خدمة الحوسبة السحابية للمكتبات هي خدمة استضافة تركز بشكل رئيسي علي تقديم خدماتها للمكتبات وتستخدم هذه الخدمة حاسبات أو سيرفرات بعيدة خاصة بها لتقديم خدمات محلية للمكتبات المشتركة بالخدمة مما يوفر علي تلك المكتبات مصاريف صيانة الأجهزة الخاصة بها وتركز هذه الخدمة علي تقديم خدمات حفظ المجموعات الرقمية والوصول إليها ولا تقتصر علي ذلك فقط بل أيضا تتيح إمكانية مشاركة المجموعات التاريخية والإنسانية والعلمية الهامة مع المكتبات الأخرى ويوجد العديد من المكتبات التي تعتمد علي هذه الخدمة لعل أشهرها :- 
New York Public Library)) مكتبة نيويورك العامة وهي من أكبر المكتبات في الولايات المتحدة التي تقدم خدماتها للجميع بدون مقابل وتستفيد هذه المكتبة من خدمة "ديورا" في الدعم الفني ، الحفظ الرقمي ، إتاحة مستودعات للحفظ ، وتحويل مجموعة كبيرة جدا من الصور الرقمية