السبت، 26 سبتمبر 2009

علم ومهنة المكتبات والمعلومات في السودان "واقع التهميش الرسمي والمجتمعي والتحديات المستقبلية"


بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / أ. سامر إبراهيم باخت يس 
 اختصاصي مكتبات ومعلومات - عضو الجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات

    ُيوصف عصرنا الذي نعيش فيه الآن بعصر المعلومات؛ ففيه عظمت قيمة المعلومات، ومؤسساتها فالمعلومات هي أساس التنمية، التنمية بكافة أشكالها الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والعسكرية ...الخ ويصنف العديد من الخبراء المعلومات ضمن سلسلة الموارد الإستراتيجية وانها المورد الثالث بعد الغذاء والطاقة، وتعد المكتبات واحدة من أهم مؤسسات المعلومات التي تعني بالمعلومات ومع ذلك نجد تهميشا حاصلا في واقع مجال المكتبات والمعلومات بالسودان علي مستويي العلم والمهنة سواء كان هذا التهميش من الجانب الرسمي(الدولة ومؤسساتها) او من جانب المجتمع وافراده، وسنتناول في هذا المساحة بالتفصيل شرح أوجه هذا التهميش وتداعياته تمهيداً لشرح الأسباب، و وضع الحلول المتكاملة لإنهائه و أبدا أولاً بتعرف مجال علم المكتبات والمعلومات :
علم المكتبات و المعومات من العلوم الإنسانية والاجتماعية الأساسية له قوانينه ونظرياته ونظمه ومناهجه المنظمة الخاصة به ويعني أساسا بالذاكرة الخارجية للانسان جمعا و تنظيما وبثا و يضع المبادئ و القوانين التي تحكم بنية هذه الذاكرة وتطورها وتفاعلاتها وأبعادها ويسعى الى تطبيق التكنولوجيا التي تحقق اقصي استفادة منها لسد احتياجات الإنسان من المعلومات متجاوزا حدود الزمان و المكان، وعلم المكتبات و المعلومات علم له ارتباطاته بالعديد من المجالات و العلوم مثل علم النفس و الحاسوب و الإحصاء و الإدارة و له جمعياته العلمية و المهنية التي ترعاه وتنظمه، ويشير البروفسور شعبان خليفة بان علم المكتبات يقوم على أربعة محاور اساسية هي:
Ø مصادر المعلومات
Ø مؤسسات المعلومات
Ø معالجة المعلومات
Ø خدمات المعومات[1]
وسوف احاول أن اتناول كل محور من هذه المحاور في الواقع السوداني في سلسلة من المقالات في وقت لاحق وسأكتفي في هذه الحلقة بالحديث عن واقع التهميش في السودان بناء علي المحاور التالية :

أولاً: تعليم المكتبات في السودان :
يعتبر السودان من اوائل الدول العربية التي دخلها تعليم المكتبات و تمثل ذلك في قيام ثاني قسم لتعليم المكتبات في الوطن العربي في كلية الآداب في جامعة ام درمان الإسلامية في العام الجامعي 1966 – 1967م من القرن الماضي وأول قسم كان في جامعة القاهرة منذ العام 1954م [2]
بينما ظهرت اول مدرسة لتعليم المكتبات في العالم في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1887م على يد عالم المكتبات الشهير ملفيل ديوي (Melvil Dewey ) .
ومن ابرز الجامعات التي تدرس هذا العلم علي مستويات الدبلوم والبكالاريوس والدراسات العليا نجد :
- جامعة أم درمان الاسلامية
- جامعة أم درمان الاهلية
- جامعة النيلين
- جامعة الخرطوم
- جامعة الجزيرة
- جامعة الامام المهدي
- جامعة الدلنج (علي مستوي الدبلوم متوقف حاليا)
- جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا (علي مستوي الدبلوم)
- جامعة دنقلا
وبالرغم من تعدد الجامعات التي تتيح تعليم المكتبات علي كافة المستويات بقدر ما نجد معاناة اقسام المكتبات بهذه الجامعات أنواعا من اصناف التهميش وضعف التمويل فتعاني من انعدام معامل التدريب العملي ونقص في عدد المصادر والمراجع وعدم انتظام الدويات العلمية المشترك بها فتكثر مشاهد الطلاب او الباحثين الذين يغيرون مواضيع ابحاثهم بسبب توصية الاساتذة لهم بتغيير بعض الموضوعات نسبة لانعدام المصادر والمراجع الكافية وهو ما انعكس سلبا علي بعض البحوث التطويرية المهمة بالمجال مثل دراسات المستفيدين والاستخدام، وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والانترنت بالمكتبات، هذا فضلا عن أن الكثير من بحوث الماجستير والدكتوراة بالمجال ذات الجودة العالية لا تجد طريقه للنشر ومن جانب اخر نجد نقص في عدد الاساتذة وعدم تأهيل العديد منهم وعدم وجود فرص التخصص الدقيق للطلاب كما هو معمول به في الدول المتقدمة و بعض الدول العربية والافريقية.
وهنا يمكن ان نتسائل هل تعليم هذا التخصص غير مهم ؟ ولماذا هنالك تزايد في فتح ابوابه بالجامعات ؟ اترك الاجابة لفطنة القارئ الكريم .

ثانيا : المكتبات و العاملين بها :
تعاني مكتباتنا من شتي انواع التهميش فغالبا ما توضع في زيل الأولويات عند توزيع الميزانيات و يشمل ذلك جميع أنواع المكتبات بدا بالمكتبة الوطنية و انتهاء بالمكتبة الجامعية و المكتبة المتخصصة بالمؤسسات و المصالح الحكومية والمكتبات المدرسية، ويمكن بيان واقع التهميش حسب انواع المكتبات كما يلي :
1. المكتبات المدرسية School Libraries: بالرغم من أهمية هذا النوع من المكتبات في العملية التربوية والتعليمية لطلاب المدارس نجد للاسف انعدامها في السودان عدا مكتبتين فقط في مدرستين تتبعان للتعليم الخاص بولاية الخرطوم ، فالضعف الحاصل لدي طلابنا الآن في مستواهم التعليمي خاصة في مجال اللغات (العربية والانجليزية) يرجع بصفة اساسية لغياب هذا النوع من المكتبات التي تعمل علي تنمية الروح القرائية للطلاب في سن مبكرة من عمرهم و الغريب في الامر ان هذه المكتبات كانت موجودة قبل عقد او اكثر من الزمان فالطلاب الخريجون في تلك الفترة نجدهم يتمتعون بمقدرات جيدة في اللغات و الثقافة والدراية بشكل عام.
2. المكتبات العامة Public Libraries: المكتبة العامة تعني اساسا بتقديم خدمات المعلومات لعامة الناس ويفترض ان توفر في كل مدينة بل في كل حي من الاحياء فلديها رسالة غاية في الاهمية فهي تعمل علي بث الوعي بين المواطنين و تساعد في محو الامية و ترعي انشطة متعددة كالندوات و المحاضرات العامة وغيرها من انشطة تنموية .. فالزائر لاي ولاية من ولايات السودان – الا القليل منها – لا يجد مكانا للمكتبة العامة اما عن واقعها بولاية الخرطوم (عاصمة البلاد ) فهي لا تتعدي اصابع اليد وعلى قلتها نجدها تعاني من اوضاع مأساوية من حيث خدماتها و مبانيها و مجموعاتها .
3.المكتبات الجامعية University Libraries: الجامعة في العرف الحديث هي طالب و استاذ ومكتبة اذا فمكتبة الجامعة ركيزة أساسية في التعليم العالي الجامعي و يصفها الخبراء بأنها تمثل موقع القلب من الجامعة و بالرغم من ذلك فهي لا تجد العناية الكافية من مدراء الجامعات .
4.المكتبات الحكومية (المتخصصة)Special Libraries : اكثر ما يمكن أن نصف به واقع مكتبات المصالح الحكومية بالسودان بأنها عبارة عن وحدات ارشيف تحفظ فيها السجلات والاوراق ويعامل العاملون بها كأرشيفيين واغلبهم من غير الاختصاصيين .
ومن الامور المبكية و المخجلة نجد عندما يأتي زائر او ضيف اجنبي لاي من هذه المكتبات فأول زيارة ينظمها المسئولون له تكون للمكتبة ولكن عند الميزانيات نجدها في زيل الاهتمام !! مما انعكس ذلك سلبا علي مستوي خدمات المعلومات والضعف في المراجع العلمية و الدوريات و الالكترونية و قواعد البيانات و الاقراص المدمجة وغيرها من مصادر المعلومات بالإضافة الي القصور في التجهيزات و المباني فالعديد من المكتبات تعاني من مشكلات في التهوية و الإضاءة و ضيق الحيز لأن اغلبها لم يراعي في تصميمها المعايير و المواصفات المتعارف عليها دولياً …الخ .
هذا عن التهميش الرسمي للمكتبات ومحتوياتها ، اما عن تهميشها وعدم الاعتناء بها من جانب المواطنين نجد عدم الاعتناء بها ودعمها ففي كل دول العالم بما فيها الدول المتقدمة امريكا واوربا، نجد ما يعرف بأصدقاء المكتبة (library friends) يجمعون التبرعات للمكتبة وحتى الآن لم نسمع في السودان بوجود رابطة او جماعة فاعلة ترعى مكتبة محددة بل بالعكس تماما نجد تجاوزات لا حصر لها ضد المكتبات تمثلها بعض فئات المجتمع وهم رواد هذه المكتبات من الطلاب والأساتذة !! نجد ان هذه المكتبات تعاني الكثير من الانتهاكات من قبل الطلاب فيأخذ هذا الاعتداء أشكالا متنوعة منها : عمليات سرقة الكتب وتمزيق صفحاتها ويظهر مثل هذا السلوك في معظم المكتبات لاسيما في المكتبات الجامعية، اما الأساتذة فأغلبهم لا يحثون طلابهم على ارتياد المكتبة لأنهم يتاجرون في المذكرات الدراسية فضلاً عن عدم احترامهم لقواعد إعارة الكتب فبعضهم لا يلتزم بالمدة الزمنية لإعادة الكتاب المعار ناهيك عن كثيرين لا يعرفون طريقاً للمكتبة ...الخ
اما عن العاملون فبدءً نعرف بمستوياتهم ومسمياتهم ليتعرف عليهم القارئ والمجتمع الذي ينتقص من اهميتهم :
أ‌. أمناء المكتبات: librarians
ب‌. مساعدو أمناء المكتبات librarians Assistant
ت‌. ملازموا المكتبات hall attendant library
ث‌. الاختصاصين الموضوعيينsubject specialists
علما بأن هنالك تسميات جديدة للعاملين أخذت في الانتشار على مستوي العالم وذلك تماشيا مع الوظائف الجديدة لهؤلاء العاملين في ظل مجتمع المعلومات والتقنية الحديثة مثل : إختصاصي المعلومات (Information specialist) اختصاصي المعرفة (Knowledge specialist) ..الخ (سنتناول كل فئة و وظائفها في الحلقات القادمة ان شاء الله تعالي)
ويوجد بالسودان عدد مقدر من المؤهلين في تخصص المكتبات فالكثيرين منهم تلقوا دراسات ودورات عالية داخل وخارج السودان وفي جامعات بريطانيا وامريكا والهند وبعض الدول الافريقية والعربية المتقدمة في هذا التخصص المهم كنيجيريا ومصر، ويقدر عدد الذين يحملون مؤهل الدكتوراة في السودان بأكثر من (70) اختصاصي مكتبات و عدد الذين يحملون مؤهل الماجستير و الدبلوم العالي بأكثر من (400) إختصاصي مكتبات، ومن الشواهد علي كفاءة إختصاصيي المكتبات السودانيين نجد ان أغلب المكتبات في المنطقة العربية سيما الدول الخليجية أسسها سودانيون و الآن هم يقودون دفة تلك المكتبات وعتادها ، فهاجروا لهذه الدول لما وجدوه من ظلم و تهميش في بلدهم الحقيقي. وفيما يلي أشير لأبرز الذين اسسو وعملوا بمجال المكتبات بالسودان سواء على مستوى المهنة او التدريس وكان لهم دور بارز نجد منهم :
- البروفيسور المرحوم محمد إبراهيم أبو سليم( أول أمين لدار الوثائق السودانية).
- البروفسور عبد الرحمن النصري حمزة – جامعة الخرطوم(هو اول من سودن وظيفة أمين المكتبة فهو أول أمين لمكتبة جامعة الخرطوم في العام 1961م ).[3]
- البروفسور قاسم عثمان نور(أبن النديم السودان)– جامعة الخرطوم – جامعة جوبا
- الأستاذ ابوبكر الصديق عثمان – جامعة الخرطوم
- الأستاذ السفير المرحوم أحمد عبد الحليم – جامعة الخرطوم
- د. علي صالح كرار - الأمين السابق لدار الوثائق السودانية
- البروفسور رضية ادم محمد– جامعة الخرطوم
- د. النسر عبد الفضيل – جامعة امدرمان الإسلامية
- د. محمد عبد الله عيساوي – جامعة امدرمان الإسلامية
- د. رفاء عشم الله قبريال– المركز القومي للبحوث – وزارة العلوم و التقانة
- د. عباس الشاذلي عوض الكريم– جامعة النيلين
- البروفيسور سيد أحمد العقيد – جامعة النيلين (هو من غير الاختصاصيين القلائل الذين استطاعوا النجاح في إدارة المكتبات الجامعية علي مستوي السودان.
- جاكوب داو لوال – جامعة النيلين
(كل واحد من هؤلاء يستحق ان نفرد له صفحات كاملة للحديث عن انجازاتهم و يستحقون التكريم)
فالعاملون بالمكتبات كذلك لم يسلموا من التهميش بدءً من انتزاع حقهم في ادارة مؤسساتهم المعلوماتية هذه وإعطاؤها لآخرين من غير ذوي التخصص إذ نجد ان غالبية المسئولين الاوائل بمكتباتنا من غير الاختصاصين أنظر للمكتبة الوطنية السودانية و دار الوثائق القومية وكذلك بعض المكتبات الجامعية الكبيرة مثل جامعة الخرطوم و جامعة النيلين و القائمة تطول و تطول اليس هذا نوعا من التهميش الرسمي ؟ . في جميع دول العالم يتم مساواة أمناء المكتبات الجامعية بأعضاء هيئة التدريس في السلم الوظيفي نسبة لطبيعة وظائفهم- الغير كتابية - المحورية في التعليم الجامعي رغما عن ذلك نجد ان العاملين بهذه المكتبات في واقعنا السوداني يعاملون علي اساس انهم موظفين عاديين بل نجد تمارس ضدهم اسواء انواع التميز فنجد موظفي الكليات تخصص لهم بعض العلاوات و الحوافز ما لا يتم توفيره بالمقابل لأمناء المكتبات الجامعية فعموما فأن محور الأجور والوضع الوظيفي للعاملين بكافة انواع المكتبات يتجسد فيه الظلم و التهميش بعينه هذا فضلا عن ضعف و غياب فرص التدريب و التدريب المستمر للعاملين.
اما عن التهميش المجتمعي للعاملين بالمكتبات فنجده يبدأ من الاسرة الصغيرة فغالبا عندما يختار احد الأبناء تخصص المكتبات لدراسته الجامعية يجد معارضة شديدة من اسرته وتأخذ هذه المعارضة أشكالا متعددة بل مواقف استفزازية في اغلبها نكتفي ببعض الامثلة:
(دي قراية ) - (مساند و مخدات) - ( رص الكتب) - (حا تشتغل شنو يعني) كما يقال للابن الذي يختار هذه الدراسة ( دي قراية بنات)!! انظر وتفكر و تأمل عزيزي القارئ في هذا التهميش المجتمعي او سمه الجهل المجتمعي الذي لا يعرف علم و مهنة المكتبات .
ثالثاً : الاتحادات و الجمعيات المهنية :
تنتشر الاتحادات المهنية في مجال المكتبات و المعلومات في العالم بكافة المستويات الدولية و الإقليمية و الوطنية و المحلية، و عادة ما تهتم مثل هذه الاتحادات و الجمعيات برعاية المهنة وحل مشكلاتها و صياغة المعايير و المواصفات المنظمة لاعمال المكتبات و للمهنة و تطويرها . ومن الاتحادات العالمية في مجال المكتبات نجد الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA)International Federation of libraries Associations ، والذي تأسس منذ العام 1929م اما علي المستوي الإقليمي العربي نجد : الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (أعلم) تأسس عام 1986م وعلى المستوي الوطني فهي متنوعة جدا ففي مصر الشقيقة نجد الجمعية المصرية للنوثيق والمكتبات تأسست في عام 1946م وتوجد بها حاليا أكثر سبع (7) جمعيات للمكتبات مثل جمعية المكتبات المدرسية و العامة ...الخ .
اما علي المستوي الوطني السوداني نجد جمعية واحدة وهي :
الجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات(سالي) (SALI)Sundaes Association of Libraries & Information .
تأسست الجمعية منذ العام 1969م من القرن الماضي و عقدت اول مؤتمر لها في العام 1972م و قدمة فيه احد خبراء اليونسكو تقريرا عن المكتبات في السودان[4]. وبالرغم من تاريخها العريق الا انها تعاني من العديد من المشكلات لعل ابرزها انها لاتمتلك دارا او مقرا ثابتا ، فهي لا تجد تمويلا من الدولة و لا من منظمات المجتمع المدني ، و عموما فالجمعية تدار حاليا بواسطة اشتراكات الاعضاء القابضين علي الجمر و تقوم ببعض الانشطة والبرامج الناجحة مثل تنظيم المحاضرات و الورش التدريبية القصيرة التي تصب في اطار التنمية المهنية للعاملين بالمهنة كما تقوم ببعض الانشطة الاجتماعية للاعضاء و الاسهام في بعض القضايا المجتمعية ، فعدم توفر التمويل اللازم اقعد بالعديد من برامجها الطموحة، علما بأن الجمعية عضو في الاتحاد العربي للمكتبات، وتمتلك الجمعية موقعا الكترونيا علي الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت) .
رابعاً: المجلات و الدوريات المتخصصة :
تصدر علي مستوي العالم دوريات متخصصة في علم المكتبات والمعلومات تهتم بنشر البحوث والدراسات التطويرية بالمجال منها مثالا وليس حصرا :
Ø Library management
Ø Library career development
Ø LIBRES: Library and Information Science Research Electronic Journal
Ø E-JASL: The Electronic Journal of Academic and Special Librarianship

اما علي المستوي العربي نجد للمثال لا الحصر :
Ø مجلة رسالة المكتبة - الأردن
Ø مجلة الاتجاهات الحديثة في المكتبات – مصر
Ø المجلة العربية للمعلومات – مصر
Ø عالم المكتبات والمعلومات و النشر- مصر
Ø مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية - السعودية
اما علي نطاق السودان نجد مجلة وأحدة فقط تصدر عن طريق جهد شخصي ويصدرها البروفيسور قاسم نور وهي :
- دراسات في المكتبات و المعلومات بالسودان: كتاب دوري نصف سنوي (ع1: 2007)
كان يخطط لها ان تصدر نصف سنوية ،و مع ضعف التمويل لم يصدر سوي العدد الاول .
خامساً : المؤتمرات و الندوات
هنالك ضعف حاد في تنظيم المؤتمرات المتخصصة بمجال المكتبات و المعلومات في السودان واذكر اخر مؤتمر نظم كان قبل عقد من الزمان .
تلخيص أسباب التهميش و مواطن الخلل :
1. المكتبة كمؤسسة للمعلومات لا تشكل أولوية بالنسبة لمتخذي القرار بالسودان و يتمثل ذلك في ضعف الدعم والتمويل لهذه المكتبات  الأوضاع المتدنية للعاملين بالمهنة و ضعف التدريب .
2. ضعف الوعي المجتمعي بأهمية المكتبة و مهنة المكتبات و يتحمل الإعلام جذء من هذه المسئولية .
3. ضعف برامج تعليم المكتبات بالسودان و عدم مواكبتها للمستجدات و التطورات بالمجال خاصة علي مستوي التقنيات الحديثة مثل شبكات المعلومات و نظم المكتبات الحديثة و المفتوحة المصدر .هذا فضلا عن انحصار طرق التدريس علي التلقين والمذكرات الدراسية ، والاعتماد بشكل كامل علي اللغة العربية كلغة للتدريس و اغفال اهمية اللغة الانجليزية في التدريس فأغلب المراجع الاساسية في هذا العلم تكتب بهذه اللغة العالمية والعديد منها لم يترجم بعد الي العربية .
4. سلبية بعض أمناء المكتبات و الاختصاصيين بالمجال و انعدام روح المبادرة نحو التعريف بالمهنة والتطوير والتغيير نحو الأفضل وتنمية القدرات والمهارات.
إصلاح و تطوير وضع المكتبات و المعلومات بالسودان : التوصيات و الحلول
     إن من أهم أسباب التأخر الذي يصيب بلدنا هو ضعف قطاع المعلومات، والمكتبات جزء لا ينفصل من هذا القطاع وعليه اجد لابد من اصلاح وضع المكتبات والمعلومات بالسودان فهي المدخل الرئيس لتطوير وتقديم خدمات المعلومات التي اصبحت موردا اساسيا في التنمية ، فلا سبيل للتنمية بتجاوز المعلومات و مؤسساتها بحال من الأحوال وعليه يمكنني وضع المقترحات التالية لعلها تجد سبيلاً للتنفيذ:
أولاً: ضرورة دعم الدولة المباشر لقطاع و مؤسسات المكتبات والمعلومات بكافة أنواعها، والعمل علي تطوير مناهج علوم المكتبات والمعلومات بالجامعات و الثقة و الاهتمام بالاختصاصيين بالمجال و تحسين أوضاعهم و ان يوضع تطوير ودعم مؤسسات المكتبات ضمن أهم الأولويات في الخطط التنموية الحالية و المستقبلية ، وكذلك لابد لمنظمات المجتمع المدني ان تساعد بالدعم المادي ففي كل دول العالم يساهم هذا القطاع (المجتمع المدني) في دعم مؤسسات المعلومات بإعتبارها واحدة من ركائز البحث العلمي و الذي سيعود نفعه بالتأكيد لهذه المؤسسات
ثانيا: تعزيز ثقافة المكتبة و تثقيف و توعية المجتمع بأهمية المكتبة في التنمية الشاملة ومحو الأمية وان تشارك في ذلك وسائل الإعلام المختلفة كالصحفيين والإعلاميين في الاعلام المرئي والمسموع و كذلك الاساتذة بمختلف المراحل الدراسية.
ثالثاً: إصلاح وتطوير مناهج علوم المكتبات والمعلومات بالسودان بما يواكب المستجدات العالمية بما يساعد في جذب طلاب متميزون نحو دراسة هذا التخصص وبما يساعد كذلك في تفريخ خريجين اكفاء قادرين علي سد احتياجات سوق العمل وان يكونوا ايجابيين في الخدمة .
رابعاً: تدريب العاملين بمجال المكتبات وفتح باب التدريب المستمر والبعثات الخارجية .
خامساً: دعم الجمعية السودانية للمكتبات لتقوم بدورها كاملا تجاه المهنة و المنضوين تحتهعا حتي تكون جسما نقابيا مؤثرا في كافة الأوساط العلمية والمهنية والاجتماعية والسياسية، وان تكون منبرا حرا لجميع المنتمين للمهنة تعمل علي سن التشريعات و وضع المعايير و النهوض بالمهنة و العلم وان تشارك بقوة في بناء مجتمع المعلومات والمحتوى الرقمي السوداني على الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت)، و ان تكون بيت خبرة و استشاري فاعل تقدم الخدمات لكافة قطاعات و مؤسسات المجتمع السوداني .
سادساًً: تشجيع ودعم إصدار دوريات علمية متخصصة في المجال وان ترصد لها ميزانيات كافية وان يشرف عليها محررون ومحكمون أكفياء .
سابعاً: ان يقوم أمناء المكتبات والاختصاصيين بالمجال بواجباتهم كاملة وحماية مهنتهم والتمسك بها و الدفاع عنها، والمساهمة بقوة في توعية المجتمع بدورهم و دور مهنتهم وان يتم ذلك من خلال خطط وبرامج واضحة و سليمة ترعاها و تشرف عليها الجمعية السودانية للمكتبات و المعلومات ،و ان يسعوا جاهدين علي تطوير مقدراتهم و مهاراتهم في ظل عصر الشبكات وفضاء المعلومات والمطالبة بحقوقهم كاملة . للحديث بقية إنشاء الله ............
الكلمات المفتاحية : المكتبات في السودان- واقع المكتبات السودانية - المكتبيين السودانيين - أمناء المكتبات في السودان
المصادر:
[1] شعبان عبد العزيز خليفة . المحاورات في مناهج البحث في علم المكتبات و المعلومات .
[2] النسر عبد الفضيل سليم . ذكريات تلميذ حول مساهمات بروفيسور عبدالرحمن النصري. درسات في المكتبات و المعلومات بالسودان : كتاب دوري نصف سنوي .- ع1 (يونيو 2007).. . – ص 18)
[3] قاسم عثمان نور . البروفسور عبد الرحمن النصري حمزة . .- درسات في المكتبات و المعلومات بالسودان : كتاب دوري نصف سنوي .- ع1 (يونيو 2007).- ص 7.
[4] عبد الله محمد درار . الجمعيات المهنية ودورها في تطوير خدمات المكتبات و المعلومات : مع اشارة خاصة للجمعية السودانية للمكتبات و المعلومات .- درسات في المكتبات و المعلومات بالسودان : كتاب دوري نصف سنوي .- ع1 (يونيو 2007).- ص 109 ، 115.
للاستشهاد بالمقال : سامر ابراهيم باخت .المكتبات و المعلومات في السودان : العلم و المهنة( واقع التهميش الرسمي و المجتمعي و التحديات المستقبلية  .http://samirbakhitlibrary.blogspot.com/2009/09/1.html